التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
كانت البوسنة قبل مذابح الصرب لها تاريخ وحضارة في الدولة العثمانية، فما تاريخ فتح البوسنة؟ وكيف كانت مدينة سراييفو العظيمة؟ ومن أشهر أعلام البوسنة
"سنذبحُك يا (عليَّ) عندما تقوم الحرب كما ذبح (مليوس) (مُرادًا)". الصحافة الصربية في رسالة إلى رئيس البوسنة علي عزت بيجوفيتش قبيل العدوان الصربي على البوسنة والهرسك، في إشارة إلى قتل مليوس الصربي للسلطان العثماني مراد الأول بعد معركة قوصوه عام (791هـ= 1389م).
في الحادي عشر من شهر يوليو 1995م، اندلعت مذبحة عُرفت بالمذبحة الأخيرة في القرن الحادي والعشرين؛ ففي بلدة "سربرنيتسا" الواقعة جنوب شرق البوسنة بمحاذاة حدودية مع "جمهورية صربيا" حاليًّا، ذبح الجنود الصرب ما يزيد على 8 آلاف مسلم بوسنوي مدني. لم تكن هذه المذبحة هي المأساة الوحيدة في الحرب التي قامت بين "جمهورية البوسنة والهرسك" المنفصلة عن الاتحاد اليوغسلافي من جهة و"الصرب" من جهة أخرى في الفترة ما بين عامي 1992 و 1995م، وإنما تنضمّ إليها مآسٍ أخرى، أبرزها محاصرة العاصمة البوسنية "سراييفو" وقتل 11,500 شخص من سكانها من بينهم 1000 طفل على يد القوات الصربية.
وفي كلِّ حادي عشر من شهر يوليو من كل عام، تحلّ ذكرى مذبحة "سربرنيتسا" البوسنية، في الوقت الذي لا زال حاضر البوسنة مرتبطًا بصلاتٍ قويَّةٍ مع مكانتها المتميِّزة في العصر العثماني طوال أربعة قرونٍ وأكثر، منذ عام (1463م=867هـ) حتى عام (1878م=1295هـ)، تشكَّلت فيها هويَّتها الحضاريَّة، حتى صارت مركزًا للثقافة الإسلامية القادمة مع الفاتحين العثمانيِّين، وذلك قبل أن تتعرَّض للاحتلال النمساوي المجري فيما بعد.
الفتح العثماني لأراضي البوسنة
بدأت قصَّة الوجود العثماني في "البلقان" (الروملي بالاصطلاح العثماني) بعد انتقال العثمانيين إلى البرّ الأوروپي عام (1353م=754هـ)، واتِّخاذهم مدينة "إدرنة" عاصمةً لدولتهم عام (1363م=764هـ)، وأصبح الفتح العثماني لأراضي البلقان يُمثِّل أولويَّةً للدولة كي يُؤمِّن عمقًا أرضيًّا للعاصمة الجديدة باتِّجاه الغرب.
وقد وصل العثمانيُّون إلى أوَّل أجزاء الأراضي البوسنويَّة عام (1386م=788هـ)، واستمرَّت عملية ضمِّ أراضي البوسنة للدولة حتى عام (1463م=868هـ) لتنضمَّ كلُّها تحت الحُكم العثماني المباشر، الذي كان له الأثر الأوَّل في التغيُّرات الكبيرة في البنية الدينيَّة، والديموغرافيا السكانية للبوسنة.
ببطء وتأنٍ بدأت عملية تحوُّل السكَّان إلى الإسلام، وكانت المراحل الأولى من عمليَّة التحوُّل للدين الجديد تنقسم إلى: هجرة المسلمين إلى هذه الأراضي الجديدة، بالإضافة إلى اعتناق "البوشناق" سكَّان الأرض الأصليِّين للإسلام، وعلى المدى الطويل كان اعتناق المسلمين المحليِّين للإسلام هو المصدر الرئيس لمسلمي البوسنة، وأصبح أغلب من يتحوَّل عن دينه القديم يتَّجه إلى الإسلام.
أمَّا الحالة العمرانيَّة للبوسنة فقد شهدت تطوُّرًا كبيرًا جدًّا تحت الإدارة العثمانيَّة، فتطوَّرت قرى وقصبات وقلاع لتتحوَّل إلى مدنٍ كبيرةٍ وواسعة، مثل: "بانيالوكا"، و"فيشجراد"، و"سراييفو" التي لابُدَّ من إفراد حديثٍ خاصٍّ عنها.
"سراييفو" المدينة العظيمة
تُعتبر "سراييفو" عاصمة البوسنة والهرسك وأكبر مدنها، أوَّل مدينة تُنشأ في البوسنة على النمط الشرقي الإسلامي بعد الفتح العُثماني، وقد تحوَّلت تحت هذا الحكم إلى واحدةٍ من أكبر المدن في جنوب شرق أوربَّا، وواحدة من أكبر مراكز الثقافة الإسلاميَّة في البلقان، وكان للوقف دورٌ كبيرٌ في نشوء المدن الجديدة في البلقان ومنها "سراييفو".
يرتبط اسم المدينة (سراي بوسنة أو سراييفو) بـمؤسِّسها "عيسى بك"، الذي شكَّلت أوقافه الخاصَّة النواةَ الرئيسة للمدينة، ومن بين أوقافه: جامع باسم السلطان "محمد الفاتح" أنشأه في (1457م=862هـ)، وحمَّامًا -بقي حتى (1889م=1306هـ)، وجسرًا على نهر "ميلياتسكا"، وخان (فندق)، وبيزستان (سوق مغطَّى للبضائع والمنسوجات) يحتوي على محلات كثيرة، وتكيَّة في قرية "بروداتس" المجاورة التي خُصِّصت (حسب الوقفية) لنزول "الفقراء والمـُسلمين من السادات والغزاة وأبناء السبيل" وتقديم الطعام لهم، وأوقف عليها العديد من الطواحين والكثير من الأراضي، والجدير بالذكر أنَّ وقفية "عيسى بك" قد كُتبت بالعربيَّة، وهي اللغة الجديدة التي دخلت البلقان مع العُثمانيِّين، وأصبحت من لغات الثقافة الإسلامية التي أسهم بها "البشانقة" بما ألَّفوه بعد انتشار الإسلام هناك.
أخذت هذه النواة العُمرانية (الجامع – الحمَّام – السوق – التكيَّة) تكبر بسرعة، فنمى حيُّ جديد حول الجامع، وحيٌّ ثانٍ حول التكيَّة، وثالثٌ حول السراي، ومع مرور الوقت، وصلت هذه المدينة إلى عصرها الذهبي في النصف الأوَّل من القرن السادس عشر (العاشر الهجري)، على يد الوالي "خسرو بك"، مع كثيرٍ من المباني الجديدة التي أوقفها لتطوير المدينة، مثل: مسجد "خسرو بك"، مدرسة، مكتبة، تكية، خان، بيزستان، حمام، وغيره، بالإضافة إلى كثيرٍ من الولاة الآخرين الذين أسهموا بوقفيَّاتهم في نموِّ المدينة، ممَّا عمل على تنشيط التجارة ونشوء كثيرٍ من الحرف بشكلٍ سريع، حتى تحوَّلت المدينة إلى واحدةٍ من أعظم مدن جنوب شرق أوربَّا.
وبناءً على وصف الرحَّالة العثماني الشهير "أوليا چلبي" للمدينة عندما زارها عام (1660م=1071هـ)، فإنَّه يتَّضح مدى اتِّساع المدينة وضخامتها؛ فقد ذكر أنَّها تحتوي على 600 حيٍّ سكني، و17000 منزل، و77 جامع و100 مسجد، والعديد من المدارس، و180 مكتب لتعليم الصبية، و47 تكية، و300 سبيل، و700 بئر، و5 حمامات، و3 كروانسراي (نزل للمسافرين والقوافل)، و23 خان، و1080 متجر، وبيزستان، و7 جسور على نهر "ميلياتسكا"، كنيسة كاثوليكية، وكنيسة أرثوذكسية، وغيرها.
بوسنويون أقاموا صرح الدولة العلية
يَحفَل التاريخ العثماني بمئات الأسماء البوسنويَّة التي خدمت الدولة وأسهمت في تشييد مجدها وإعلاء اسمها (*)، فظهر العُلماء الموسوعيُّون، والشعراء الكبار، ورجال الدولة الأكْفَاء، والقضاة العادلون الذين تولَّوا منصب القضاء في مدنٍ كثيرةٍ تمتدُّ من إسطنبول، وإدرنة، ومرعش، حتى حلب، ودمشق، ومكَّة، والقاهرة.
صوقوللو محمد پاشا
ولعلَّ سَردًا سريعًا لبعض الشخصيات البوسنويَّة الكبيرة أو ذات الأصل البوسنوي التي أسهمت بصماتها في كتابة صفحات من تاريخ الدولة، يُخبرنا عن مدى عظمة ما أضافوه وقدَّموه من أعمال، فنبدأ بالصدر اﻷعظم (رئيس الوزراء) الكبير وأحد رجال الدولة العظام "صوقوللو محمد پاشا" (1506-1579م= 911-987هـ) الذي خدم في مواقع كثيرة من الدولة وصولًا إلى الوزارة العظمى في عهد السلطان "سليمان القانوني"، وابنه السلطان "سليم الثاني"، وحفيده السلطان "مراد الثالث"، فوصلت مدَّة صدارته إلى 16 عامًا تقريبًا، أدار فيها الدولة بأحسن ما يكون، وضمَّ إلى أملاكها جزيرة "قبرص"، إلَّا أنَّ الدولة في عهده مُنيت بهزيمةٍ بحريَّةٍ ساحقة في "معركة ليبانتو" (اينى بختى) عام (1571م=979هـ)، وقد أمر ببناء المساجد والجوامع والمدارس والجسور التي مازالت قائمةً إلى الآن، منها: جامعه الشهير في إسطنبول، وجسر يحمل اسمه بمدينة "فيشجراد" بالبوسنة تمَّ ضمُّه إلى قائمة "اليونسكو للتراث العالمي" عام 2007م.
نصوح السلاحي
ومن العلماء البوسنويِّين الموسوعيِّين "نصوح السلاحي" (ت 1564م=972هـ)، هذا الكاتب والمؤرِّخ والجغرافي والرياضي وراسم المنمنمات الكبير الذي عاصر اثنين من كبار سلاطين آل عثمان، وهما السلطان "سليم الأول"، والسلطان "سليمان القانوني"؛ حيث صاحبهما في حملاتهما العسكريَّة وأرَّخ لهما، ومن أبرز مؤلَّفاته: مجموعة من الكتب التي تؤرِّخ لفتوحات السلطان "سليمان القانوني"، إلى جانب ترجمته لكتاب "تاريخ الطبري" مع إضافة ملحقٍ إليه من كتابته، ومجموعة من الرسومات الطوبوغرافيَّة لمدن الأقاليم العثمانيَّة، ومؤلَّفات في الرياضيَّات والحساب، وقد نظَّمت اليونسكو في عام 2014م مؤتمرًا لإحياء ذكرى مرور 450 عامًا على وفاته.
إبراهيم بجوي
ومن مشاهير رجال العلم البوسنويِّين العُثمانيِّين المؤرِّخ المدقِّق "إبراهيم بچوي" (1572–1650م= 980-1060هـ)، صاحب الكتاب الشهير "تاريخ بچوي"، الذي يُمثِّل واحدًا من أهم كُتب التواريخ العثمانية التي غطت تاريخ الدولة لمدة 120 عامًا (1520-1640م= 926-1050هـ) ابتداءً من عهد السلطان "سليمان القانوني" حتى عهد السلطان "مراد الرابع"، وقد صدر الكتاب بترجمة عربية عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة في مجلَّدين كبيرين.
حسن كافي الأقحصاري
أمَّا خاتمة العلماء الذين نذكرهم في هذا السرد السريع، فهو العالِم الموسوعي "حسن كافي الأقحصاري" (1544-1616م= 951-1025هـ)، وهو فقيهٌ أصوليٌّ قاضٍ نحويٌّ أديبٌ شاعر، وأكثر علماء البوسنة الذين تركوا آثارًا علميَّة باللغة العربية؛ حيث شكَّلت معرفته إتقانه للغات الثلاثة؛ العربيَّة، والفارسية، والتركية، لدرجةٍ مكَّنته من قرض الشعر بهم، وصل عدد مؤلَّفات الرجل (المكتوبة بالعربية في أغلبها) التي تَنوَّعت ما بين كتب ورسائل، إلى 17 كتاب ورسالة في: العقيدة، والنحو، والمنطق، والفقه، والبلاغة، والتراجم، برز من بينهم كتاب "أصول الحُكم في نظام العالم"، وهو من نوع الكُتب التي عُرفت في التاريخ العثماني بُكتب النصح "نصحة نامه"، التي تُقدَّم إلى السلطان ورجال الدولة لوضع علاجٍ مناسبٍ للأعطاب والمشاكل التي تواجه الدولة، وقد تُرجمت هذه الرسالة إلى الفرنسيَّة والألمانيَّة والمجريَّة و(الصربيَّة – الكرواتية) في القرن التاسع عشر والعشرين.
الإرث الإسلامي المجيد في البوسنة
غدت البوسنة في العهد العثماني مركزًا ومنارةً للثقافة الإسلامية في البلقان، فبعد توطيد الحكم العثماني فيها شرع الولاة في بناء المـُجمَّعات (الجامع الملحق به مدرسة وتكية)، التي ضمَّت الكثير من المدارس التي أصبحت مقصدًا لكلِّ راغبٍ في تلقِّي العلوم.
مدرسة الغازي خسرو بك
ويأتي على رأس هذه المدارس مدرسة "الغازي خسرو بك " بمدينة "سراييفو"، الذي أسَّس في وقفيَّةٍ خاصَّةٍ به جامعًا كبيرًا ومدرسةً أتبعها بمكتبةٍ ملحقةٍ بها عام (943هـ=1537م)، وقام بتزويدها بمجموعةٍ كبيرةٍ من الكتب والمخطوطات، فتحوَّلت بعدها هذه المدرسة (**) (التي مازالت تُؤدِّي رسالتها إلى الآن) إلى أكبر مدارس البلقان، على الرغم من كونها المدرسة الثالثة التي تأسِّست بالمدينة.
وبمرور القرون تراكمت المخطوطات بمكتبة المدرسة باللغات الشرقيَّة الثلاث بالإضافة إلى اللغة البوسنوية المكتوبة بالحرف العربي؛ نتيجة إقبال العلماء المحليِّين على اقتناء ونسخ المخطوطات، ثم التأليف بهذه اللغات، وتحوَّلت المكتبة حاليًّا إلى أشهر وأغنى مركز يضمُّ مخطوطات للتراث الإسلامي في جنوب شرق أوربَّا بعددٍ تجاوز 10 آلاف مخطوط، احتوت على المعارف الإسلامية المتنوِّعة من: موسوعات، وكتب للعقائد، والفقه، والحديث، والتفسير، والجغرافيا، والطب، والتاريخ، وغيرها.
معهد الاستشراق
أمَّا ثاني أكبر المراكز الثقافية الإسلاميَّة بالبوسنة فيتمثَّل في "معهد الاستشراق" بسراييفو، الذي تأسس عام 1950م بغرض جمع المخطوطات باللغات الشرقيَّة وتحقيقها ونشرها، فأخذت إدارة المعهد في جمع هذه المخطوطات المـُبعثرة من أنحاء البلاد المختلفة، وعند إعلان البوسنة استقلالها عن يوغوسلافيا عام 1992م كان عدد المخطوطات الموجودة بمكتبة المعهد قد وصل إلى 5236 مخطوط؛ بالعربية، والفارسية، والعُثمانية، والبوسنوية، ممَّا رفعها إلى مصافِّ المجموعات المهمَّة في البلقان، إلَّا أنَّ الحرب الصربيَّة الهمجيَّة التي قامت في العام نفسه، وعلى إثر قصفٍ صربيٍّ مكثَّفٍ على موقع المكتبة تحوَّلت المكتبة وما بداخلها من كنوزٍ تراكمت منذ الفتح العثماني إلى أشلاء وحُطام، ولم ينجُ منها إَّلا 564 مخطوط فقط؛ أي 10% من مجموع هذه الكنوز قبل الحرب، كان أقدمها يعود إلى عام (413هـ=1022م وهي "الفتاوى من النوازل" للسمرقندي.
أدب الألياميادو
أمَّا الظاهرة الثقافيَّة الهامَّة التي تلفت النظر، فهي ظهور نوعٍ من الكتابة الأدبيَّة في البوسنة العثمانية تعُرف باسم "الألياميادو"، وهي كتابة اللغات الأوربِّيَّة بحروفٍ عربية، فكُتبت اللغة الصربوكرواتيَّة السلافيَّة (أو البوسنويَّة كما يُقال عنها حديثًا) بالحروف العربية؛ كمحاولةٍ لكتابة لغة السُكَّان المسلمين بحروف لغة القرآن، وهي نفسها حروف العثمانيَّة والفارسيَّة والعربيَّة لغات الدولة الثلاث، بجانب الخطِّ "البوسانتشيكي".
خط عربيتسا أو الخط البوسانتشيكي
وعرف هذا الخط باسم "عربيتسا"، وتداول استخدامه بين علماء وشعراء وشاعرات البوسنة، فظهرت الأعمال الشعريَّة ذات الطابع الديني، والقصائد ذات الموضوعات الأخلاقية والاجتماعية وفق الأوزان الشعرية العربيَّة الكلاسيكيَّة.
ومن ضمن الأعمال التي ظهرت بهذا الخط قاموس "صربوكرواتي - عثماني" يُمثل ثاني أقدم معجم في أيِّ لغةٍ سلاڤيَّةٍ جنوبيَّة، كُتب بواسطة الشاعر "محمد خفاجي الأسقفي البوسنوي" عام (1631م=1040هـ)، نجد كذلك من ضمن الأعمال التي كُتبت بهذا الخطِّ كتابٌ يُسمَّى بـ "الكتاب البوسنوي في علم السلوك"، وهو عملٌ يتضمَّن 54 من الواجبات الدينيَّة التي يجب على كل مؤمن أن يعرفها ويؤمن بها ويؤدِّيها، وقد قام بتأليف العمل المؤلِّف والشاعر "سيِّد عبد الوهاب إلهامي"، ونُشر بعد وفاته عام (1821م=1236هـ) بعشر سنوات.
_______________
(*) لمعرفة تفاصيل عن مجموعة واسعة من العلماء والشعراء البوسنويِّين، بإمكانك الرجوع لكتاب "الجوهر الأسنى في تراجم عُلماء وشُعراء بوسنه" لمحمد بن محمد بن محمد الخانجي، وهو من الكتب التي أفردت الحديث بالعربية لعلماء وشعراء وكُتاب البوسنة منذ العصر العثماني حتى العصر الحديث.
(**) يُقصد بالمدرسة هنا نوعٌ جديدٌ من المؤسَّسات التعليميَّة التي ظهرت في البلقان بعد الفتح العثماني، وتناظر حاليًّا المعاهد المتوسِّطة والعليا.
المصادر والمراجع:
- الجوهر الأسنى في تراجم عُلماء وشُعراء بوسنه، محمد بن محمد بن محمد البوسنوي الخانجي، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الجيزة، الطبعة الأولى، 1992م.
- البوسنة ما بين الشرق والغرب، محمد م. الأرناءوط، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2005م.
- التراث المغدور: اغتيال ماضي البوسنة، روبرت ج.دنيا وجون ف.أ.فاين، ترجمة أحمد محمود، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 1998م.
- الإعلان الإسلامي، على عزت بيجوفيتش، ترجم وتقديم محمد يوسف عدس، مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، القاهرة، 2009م.
- البوسنة، نويل مالكوم، ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1997م.
- م. الأرناءوط: "دور الوقف في نشوء المدن الجديدة في البوسنة (سراييفو نموذجًا)"، (مجلة أوقاف - الكويت)، العدد (8)، ربيع الأول 1426هـ= مايو 2005، ص47-56.
التعليقات
إرسال تعليقك